عندما نفكر في "الدراسة" أو "المذاكرة"، من المحتمل أن تكون لدينا صور راسخة في ذهننا حول: ساعات طويلة لا نهاية لها تجلس في نفس المكان، تدرس في نفس المادة، تحاول بشكل شبه يائس إلزام نفسك بالمذاكرة وتذكر كل التفاصيل. وكثيراً ما ينظر إلى أساليب الدراسة المملة هذه على أنها مجربة وحقيقية، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية فعلية تثبت أنها كذلك!  
ربما كان لديك بعض النجاح العشوائي بعد انعزالك عن كل شيء، أو قد يكون صديقك قد تمكن من الحصول على "امتياز" طال انتظارها في اختبار من الاختبارات، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه هي عادات الدراسة أو المذاكرة التي تلجأ إليها بشكل منتظم.
في الواقع، إن الدراسة الدائمة في نفس الغرفة، ودراسة موضوع واحد لفترات طويلة من الزمن، وغير ذلك من نصائح الدراسة التي نصحونا بها في كثير من الأحيان قد ثبت أنها غير مفيدة. لذا، إذا لم تكن طرق الدراسة الشهيرة هي تلك التي تعمل، فما الأساليب التي تتبعها؟ بدلاً من احتساء الكوب العاشر من القهوة أو سؤال زميلك -الذي استنفد طاقته- عن كيفية إدارته لاختباراته! قد يكون مفيداً لنا أن تلجأ إلى الإحصائيات العلمية بدلاً من هذه العادات.

حرّك الدم في عروقك!

أظهرت الدراسات أن القيام ببعض التمارين الرياضية على مدار الأسبوع يمكن أن يساعدك على الحفاظ على لياقتك وتحسين ذاكرتك. حاول القيام ببعض التمارين الخفيفة، كأن تتمشى لمدة 30 دقيقة عدة مرات في الأسبوع. ركوب الدراجة الخاصة بك بدلاً من التنقل بسيارتك الخاصة أو المواصلات العامة. أثناء الدراسة. أيضاً فإن أخذ فترات راحة قصيرة للتجوّل أو القيام ببعض الحركات الرياضية يمكن أن يُبقي عقلك في حالة تأهب وضخٍّ للدم. كما يعتبر أخذ استراحات سريعة أيضاً أثناء الدراسة، بغض النظر ماذا تفعل بها، أمراً مهماً.

خذ وقتك

بدلاً من أن تحشر نفسك وتضيقك عليها بجعل كل مذاكرتك في جلسة واحدة طويلة، يمكنك تقسيمها على جلسات صغيرة على مدار فترة زمنية أطول. قم بالدراسة على فترات قصيرة قبل الامتحان بدلاً من أن تقوم بتجميع المادة لدراستها ليلة الاختبار. على سبيل المثال، إذا كان لديك ثلاثة فصول من كتاب مدرسي معين، حاول قضاء بضعة أيام من خلال العمل على دراسة كل فصل، أو أسبوع في كل فصل إذا كنت تستطيع. فالكثير يعاني من صعوبة التخطيط لتوزيع أيام الدراسة في فترة الاختبارات، بدلاً من ذلك قم بالتجهيز للاختبار بهذه الطريقة المفيدة التي تحميك من الوقوع فريسة لضيق الوقت.

استمر في التحرك

كلنا يفضل التموضع في مكان محدد من المنزل أو المكتبة في كل مرة يدرس فيها، لكن العلم يشير إلى أن تبديل مواقع الدراسة غالباً ما يكون طريقة رائعة لتحسين الحفاظ على المعلومات وبقائها. من خلال إعطاء عقلك مزيداً من المواقع لربط المادة بها، ستكون احتمالات التشبث بهذه المعلومات الثمينة التي تأتي وقت الاختبار أكبر. لذا، اقض بعض الوقت على طاولتك، ولكن بعد ذلك قم بالانتقال إلى المطبخ، ثم إلى أحدى الطاولات في ساحة المنزل أو في الغرفة المجاورة. فقط حاول أن تتجنب البقاء في مكان واحد لجلسة كاملة.

علّم شخصاً آخر

بدلًا من الدراسة لمجرد الاحتفاظ بالمعلومات، جرّب الدراسة أو المذاكرة بهدف مشاركة تلك المادة مع شخص آخر. اشرح بعض المواد التي تعلمتها لوالديك أو إخوانك أو أصدقائك، فمن خلال تعليم شخص آخر المواد التي تعلمتها ودرستها، فأنت ترتبط فعلاً بهذه المادة وتحفرها في ذاكرتك العميقة، بدلاً من النظر إليها بشكل سلبي. تذكر ذلك، فكر في التفسيرات والتطبيقات العملية، واطلب من صديق أو فرد من أفراد العائلة الجلوس عبر درس صغير، ولو كمجاملة لك.

غيّر الموضوع

إن دراسة موضوع واحد لفترات طويلة من الوقت ليس أمراً مملاً فحسب،ولكنه أيضاً لا يساعدك على المدى الطويل. بدلاً من ذلك، بدّل بين دراسة مواضيع مختلفة خلال وقت الدراسة. أنفق 20-30 دقيقة على كل شيء، وخذ فترات راحة قصيرة بينهما. هذا يفرض على عقلك تبديل الغيارات كما في السيارة والبقاء في حالة تأهب، بدلاً من الوقوع في حالة هدوء من النظر إلى نفس المادة واستخدام نفس المهارات لفترة طويلة جداً في كل مرة.

خذ استراحة تقنية

قد يكون من الأسهل النظر إلى الملاحظات النقية والمطبوعة أثناء الدراسة، ولكن قد يكون من المفيد إيقاف تشغيل الكمبيوتر المحمول وإلقاء نظرة على الملاحظات المكتوبة بخط اليد بدلاً من ذلك. الأجهزة لا تسبب إجهاداً وإرهاقاً على أعيننا فحسب، بل إنها تعمل على إبطاء سرعة القراءة لدينا، وبالتالي الحد من مقدار ما نأخذه بشكل فعلي مما نقرأه. لذلك، قم بالتبديل بين كتابك الدراسي وجهاز الحاسوب او الجوال لبعض الوقت، واتخاذ بعض الملاحظات المكتوبة بخط اليد بدلاً من الملاحظات المكتوبة عن طريق الحاسوب.

احصل على راحة جيدة

في حين أن جلسات المذاكرة التي تستمر طوال الليل قد تبدو منتجة، إلا أنها في الواقع قد تحد من قدرتك على الأداء الجيد في الاختبار الذي كنت تحاول الإعداد له بشكل ممتاز. يمكن أن يكون لغياب النوم آثار ضارة على الذاكرة، والاحتفاظ بالمعلومات، ومعالجتها. أيضاً، يمكن أن يستغرق الأمر أياماً لتشعر بالراحة والاستقرار مرة أخرى بعد قضاء ليلة من دون نوم.

اختبر معلوماتك

ببساطة، من المهم النظر إلى ملاحظاتك وكتابك المدرسي، ولكنها ليست بنفس فعالية اختبار المواد بنفسك. حاول إنشاء بعض البطاقات التعليمية أو حتى إنشاء اختبار عبر الإنترنت وجرب نفسك. من خلال اختبار نفسك لمعرفة ما تعرفه، ستتمكن من تحديد المناطق التي لا تزال تواجه مشكلات فيها بشكلٍ أفضل ثم التركيز على نقاط الضعف عند استئناف الدراسة العادية.